موضوع الأطفال غير الشرعيين في البلاطات الملكية الأوروبية مليء بالقصص الغريبة، والأغرب أنه لم يكن دائمًا أبناء لعشيقات غير متزوجات فقط، بل أحيانًا لنساء متزوجات من نبلاء كبار أو رجال في البلاط، لكن الملك كان يتدخل في حياتهن، فينجبن أطفالًا قد يُنسبون شكليًا إلى الأزواج بينما يعرف الجميع أن "الأب الحقيقي" هو الملك
في البلاطات الملكية الأوروبية، لم يكن مفهوم "الأبناء غير الشرعيين" مقتصرًا على علاقات الملوك مع عشيقات غير متزوجات، بل تعدّى ذلك إلى نساء متزوجات بالفعل من نبلاء البلاط أو رجال مقربين من العرش. كان نفوذ الملك مطلقًا، وأحيانًا تُجبر النساء أو عائلاتهن على الرضوخ لهذه العلاقات، فينتهي الأمر بأطفال ينسبون شكليًا إلى الأزواج، بينما يعرف الجميع في القصر أن الأب الحقيقي هو الملك
في فرنسا مثلًا، اشتهر الملك لويس الرابع عشر، المعروف بـ"ملك الشمس"، بكثرة عشيقاته، ومن بينهن سيدات متزوجات. كانت مدام دي مونتسبان أبرز مثال على ذلك، إذ أنجبت منه عددًا من الأبناء غير الشرعيين رغم أنها كانت متزوجة، وقد اعترف بهم لاحقًا ومنحهم ألقابًا ونفوذًا واسعًا. الأمر نفسه تكرر في إنجلترا مع الملك تشارلز الثاني، الذي لُقب بالملك المبتهج، فقد ارتبط بعلاقات طويلة مع نساء متزوجات مثل لويز دي كيرويل، التي أنجبت منه طفلًا حظي باعتراف رسمي ورفعة مكانة
أما في فرنسا خلال عهد هنري الثاني، فقد كانت العلاقات مع نساء متزوجات جزءًا من حياة البلاط اليومية. الملكة كاترين دي ميديتشي نفسها كانت على علم بما يحدث، لكن سلطتها لم تكن كافية لوقف هذه العلاقات، ما أدى إلى توتر دائم بينها وبين عشيقات زوجها. وفي إسبانيا، لم يكن الوضع مختلفًا مع الملك فيليب الرابع من أسرة هابسبورغ، فقد أقام علاقات متعددة مع سيدات البلاط، بعضهن متزوجات بالفعل، وأنجب منهن أبناء، من أبرزهم خوان دي النمسا الأصغر الذي اعترف به رسميًا. حتى الإمبراطور تشارلز الخامس لم يخلُ بلاطه من هذه القصص، إذ أنجب أبناء غير شرعيين من سيدات متزوجات ظلوا يحملون أسماء أزواج أمهاتهم، رغم أن الجميع في البلاط كان يعرف حقيقتهم
الغريب أن الأزواج المخدوعين كانوا في كثير من الأحيان يتغاضون عن الأمر، بل ويقبلون الأطفال كأبنائهم الشرعيين، لأن الاعتراض على الملك كان بمثابة انتحار سياسي أو اجتماعي. بل إن بعض العائلات رأت في مثل هذه العلاقات فرصة لتعزيز مكانتها وتقوية روابطها بالملك، فكانت ترضى بالصمت حفاظًا على مصالحها. وهكذا امتلأت قصور أوروبا بعشرات، بل مئات الأطفال غير الشرعيين الذين حملوا أسماء لا تعكس دماءهم الحقيقية، وكانوا تجسيدًا حيًا للتشابك بين الشهوة والسياسة في البلاطات الملكية
👑 أطفال غير شرعيين من نساء متزوجات في البلاطات الأوروبية
1. لويس الرابع عشر (ملك الشمس – فرنسا)
-
كان يملك نفوذًا مطلقًا على سيدات البلاط.
-
بعض سيدات النبلاء المتزوجات أقمن معه علاقات وأنجبن أطفالًا غير شرعيين.
-
كثير من هؤلاء الأطفال نُسبوا لأزواجهن علنًا، لكن داخل البلاط كان معروفًا أنهم أبناء الملك.
-
أشهر عشيقاته مدام دي مونتسبان، التي كانت متزوجة بالفعل، وأنجبت منه عدة أبناء غير شرعيين، اعترف بهم لاحقًا ومنحهم ألقابًا وأراضي.
2. تشارلز الثاني (إنجلترا)
-
عُرف بـ "الملك المبتهج" لكثرة عشيقاته.
-
بعض هؤلاء العشيقات كنّ متزوجات، لكنه أقام معهن علاقات وأنجب أطفالًا.
-
مثلًا، لويز دي كيرويل (دوقة بورتسموث) كانت على علاقة طويلة معه رغم زواجها، وأنجبت منه طفلًا اعترف به ورفعه لمكانة النبلاء.
3. هنري الثاني (فرنسا)
-
علاقاته لم تكن مقتصرة على غير المتزوجات.
-
بعض سيدات البلاط المتزوجات أصبحن أمهات لأطفال غير شرعيين منه.
-
كانت الملكة كاترين دي ميديتشي على علم بالكثير من تلك العلاقات، ما ولّد كراهية شديدة بينها وبين عشيقات زوجها.
4. فليب الرابع (إسبانيا – هابسبورغ)
-
رغم زواجه، كان له عدد من العلاقات غير الشرعية، وبعضها مع نساء متزوجات من نبلاء البلاط.
-
أنجب عدة أطفال غير شرعيين، أشهرهم خوان دي النمسا الأصغر، وكان معترفًا به رغم ظروف ولادته.
5. تشارلز الخامس (الإمبراطور الروماني المقدس)
-
عُرف بعلاقاته مع سيدات البلاط، ومن بينهن سيدات متزوجات.
-
أنجب أبناء غير شرعيين من عشيقات مختلفات، بعضهم نشأوا كأبناء "قانونيين" لأزواج أمهاتهم، لكن البلاط كان يعرف حقيقتهم.
🔥 مفارقة غريبة
-
في تلك الحقبة، الزوج المخدوع غالبًا كان يتغاضى عن الأمر، بل ويقبل الطفل كابنه "القانوني" لأن الاعتراض على الملك كان يعني نهايته.
-
أحيانًا كانت العائلة بأكملها ترى في الأمر فرصة للاقتراب من الملك وكسب نفوذه.
-
وهكذا وُجد في قصور أوروبا عشرات وربما مئات الأطفال "غير الشرعيين" الذين حملوا أسماء أُسر لا تعكس دماءهم الحقيقية.
0 commentaires:
Publier un commentaire