السلطانة كُوسَم كانت واحدة من أبرز النساء في تاريخ الدولة العثمانية وأكثرهن نفوذًا في البلاط، وقد عُرفت بحبها الشديد للفخامة والزينة التي تعكس مكانتها كـ"والدة السلطان" ثم "السلطانة الأم". كانت ملابسها لا تُعتبر مجرد ثياب عادية، بل رمزًا للقوة والهيبة السياسية. ولهذا السبب كانت تُزيَّن بالحرير الفاخر والمخمل المطرز بالذهب والفضة، وتُرصَّع بالمجوهرات الثمينة
كانت كُوسَم تحرص على تزيين ثيابها بالعقود المرصعة بالياقوت والزمرد واللؤلؤ، إضافة إلى التيجان الصغيرة التي تحمل الأحجار الكريمة. وكان يُقال إن حضورها في البلاط يفرض هيبة مميزة، إذ تُرى وكأنها تجسيد للثروة والسلطة معًا. لم يكن ذلك مجرد ترف شخصي، بل وسيلة سياسية أيضًا، لأنها كانت تدرك أن المظهر الباذخ يزيد من رهبتها لدى السفراء الأجانب ورجال الدولة
حتى المجوهرات التي اختارتها كانت تحمل رسائل؛ فاللؤلؤ مثلًا ارتبط بالنقاء والهيبة، والزمرد بالسلطة والخلود، أما الياقوت فكان يرمز إلى القوة والثراء. وبذلك تحولت ملابسها ومجوهراتها إلى لغة غير مكتوبة للتأكيد على أنها ليست مجرد امرأة في الحريم، بل شخصية حاكمة تشارك في تقرير مصير الدولة
السلطانة كُوسَم لم تُترك بلا زخرفة؛ فقد كانت تزين ملابسها بعقود ومجوهرات ثمينة بهدف إبراز السلطة والهيبة، ولاقت هذه القطع اهتمام المؤرخين لما تكشفه عن الديناميكيات السياسية في القصر
ورغم أن أغلب مجوهراتها نُهبت بعد مقتلها، فقد ورد ذكر قلادة مطبوعة بالأسماء (من ضمنها أولادها، مراد وإبراهيم) والتي كانت من آخر ما تمسك به
0 commentaires:
Publier un commentaire