un

astuces

Blogroll

vendredi 19 janvier 2018

الإجابة تونس.. هكذا رأى المصريون ثورة الياسمين

الذكرى السابعة للثورة التونسية.. ثورة قامت لتنجح وتستمر 


أحمد خليل- القاهرة – مجلة ميم
“الإجابة تونس” كلمتان خفيفتان على اللسان المصري شكلا جزءا  كبيرا من علاقة المصريين بثورة الياسمين في تونس، فعلى مدار السنوات السبع الماضية كانت العيون المصرية تتابع وترصد وتحلل مساراتها ثم تمصمص الشفاه بالعبارة التي تحمل إعجابا وغيرة وأماني بالسير على خطى التوانسة، بعد انحراف مسار 25 يناير أكثر من مرة دون عودة.
رغم شعور قطاع من الشعب التونسي بإخفاق ثورتهم التي أطلقتها شرارة البوعزيزي، لكن المصريين يرون أنها الفائزة الوحيدة من ثورات الربيع العربي، لأسباب عدة عزوها إلى الثقافة وحيادية الجيش ووعي حركة النهضة الإسلامية.
مع انطلاق احتفالات الذكرى السابعة لثورة الياسمين وتزامنها مع ثورة 25 يناير، ترصد “ميم” انطباعات عدد من المحللين والنشطاء المصريين عن مسارات الثورتين، ولماذا كانت الإجابة تونس؟

“التوانسة لم يتخلوا عن ثورتهم”

يقول المحلل السياسي مجدي حمدان، أحد قيادات جبهة الإنقاذ المدني، أن حلم ثوار يناير تحقق   
مجدي حمدان
وعزا حمدان ذلك إلى التداول السلمي للسلطة ومناخ الحريات والديمقراطية المتمثلة في المؤسسات المنفصلة التى تؤدي كل منها دورها في الإطار المشروع والمحدد لها في الدستور 
وتابع حمدان تصريحاته: “ثورة الياسمين نتج عنها برلمان صحي ومناخ صح ديمقراطي ودولة تتمتع باحترام العالم بكيانها القوي ولا أدل من ذلك.. شاهدناه جميعا في المشكلة الأخيرة بين الإمارات وتونس بسبب منع سفر التونسيات وتراجع الإمارات لأنها وضعت في اعتبارها أنها تتحدث مع دولة حرة شعبها يدير جمهوريتها 
ويعرج حمدان إلى ربط الأحداث المصرية بنظيرتها التونسية، قائلا: “في مصر الدولة تدار من قبل هيئة واحدة وسلطة واحدة وإعلام واحد واتجاة واحد من أجل رجل وحيد 
وزاد: “أرى أن ثورة الياسمين قامت لتنجح وتستمر حتي تحقق مطالبها، لأن ببساطة التوانسة لم يتخلوا عن ثورتهم وتصدوا بقوة لمن يريد التوغل على أحلامهم وتغييرها إلي كابوس عكس ماحدث عندنا في مصر”.

مجتمع مدني داعم للتحول الديمقراطي

بالنسبة للباحث في مركز الأهرام عمرو الشوبكي، فإن تجربة تونس سارت فى مسار مستقر منذ البداية فوضعت دستورها أولا ومعه قواعد قانونية فرضت على كل الأطراف أن تدخل المعادلة السياسية باعتبارها أحزابا وليس جماعات سرية.
عمرو الشوبكي
ورأى الشوبكي أن المجتمع التونسى، الذى تبلغ فيه نسبة الأمية 15%، (الثلث فى مصر)، ويوجد فيه تعليم حكومى عام هو الأفضل بين الدول العربية غير النفطية، كما تعتبر الطبقة الوسطى أكثر اتساعا من نظيرتها المصرية، كل ذلك جعل معظم أطياف المجتمع التونسى داعمة لعملية التحول الديمقراطى رغم التحديات والمصاعب 
ويشير إلى أن فلسفة النظام الديمقراطى تقوم على استيعاب كل الأطياف السياسية السلمية، التى تؤمن بالأسس التى يقوم عليها النظام القائم من دستور ودولة وطنية ونظام جمهورى، فقد دمج النظام التونسى فى العملية السياسية حزب النهضة كحزب سياسى مدنى وليس كجماعة سرية عقائدية 
لكن الأهم، بالنسبة إلى الشوبكي، فهو وجود قوى مدنية صلبة داخل المجتمع التونسى، وعلى رأسها الاتحاد التونسى للشغل، الذى اتخذ موقفا صلبا فى الدفاع عن الديمقراطية الوليدة وآمن بالنظام السياسى رغم معارضته للحكومة، واعتبر أن هناك قواعد ديمقراطية يجب أن تُحترم رغم تعاطفه مع المحتجين ومطالبهم 
ويرى الشوبكي أنه بالرغم من معاناة تونس من إرهاب خطير ومدمر تسبب في إضرار السياحة ضررا كبيرا، وتراجع اقتصادها ومعدلات نموها، لكنها صامدة حتى الآن وتدافع عن تجربتها 

 ثورة لم تسرق

يرفض الناشط السياسي حسام ربيع الإيمان بفكرة سرقة الثورة التونسية بسبب مجيء الباجي قائد السبسي رئيسا، باعتباره أحد رموز النظام القديم، كونه احتل السلطة بإرادة شعبية، دون وجود دعم من أجهزة أو سيطرة ديكتاتورية 
يقول ربيع: “الثورة التونسية فعلا ما اتسرقتش، والشعب اختار النظام ده بملئ إرادته من دون ما يكون هناك إعلام أحادي يصادر طرف على الآخر أو مؤسسات دولة تعمل لحزب أو لشخص واحد فقط دون الباقي 
وأوضح: “دليل ان الثورة التونسية ما اتسرقتش لاتوجد مامظاهرات كبرى ولا معتقلين سياسيين رفضوا انتخاب فلولي، بل حتى الصحافة الموالية لا تساند بالدرجة الغريبة مثل مصر، حتى الصحافيون لا بيشنوا حملات ضد النظام الذي وصل للحكم”.
ويربط بين السيسي والسبسس: “فعلا الرئيس القوي هو اللي كسب وان ما كانش في حد متوقع يسد قدام السيسي، بس كان في إعلام احادي ومؤسسات بتعتبره أن هو الرئيس من زمان، يمكن الاكتشاف ببساطة الفرق بين الاثنين بنظرة سطحية من توجه الصحافة والسجون بين تونس ومصر 
وتابع: “التونسيون فعلا اختاروا النظام بتاعهم باختيارهم وبحيادية ويقدروا يشيلوه بكره لو ما ماحققش اللي عاوزينه، أما عندنا الشعب اختارالنظام فعلا لكن بدون حيادية، ولو عوزنا نشيل النظام مش هينفع 

 القوات المسلحة تحمي الإرادة الشعبية

الثورة التونسية في عيون الباحث محمد حماد، أيقظت الشارع العربي على الرغم أنه من أنصار مقولة لا يوجد ربيع عربي إلا في تونس فقط ، فتونس رغم أنها صغيرة المساحة وقلة عدد سكانها ولكن طالما كانت مؤثرة في التاريخ والثقافة العربية ولديها قوي ناعمة خاصة ومتفردة.
محمد حماد
وقال حامد: ” تونس قادت قطار الإصلاح العربي بعد 2011، فاستطاع الشعب تونسي استرداد حقوقه السياسية والحريات وقيم حقوق الإنسان من قبضه الديكتاتور زين العابدين بن علي، كما استطاع إدارة المرحلة الانتقالية بشكل متمايز وفريد وتحمل متاعب الديمقراطية، وكذلك الحفاظ عن الديمقراطية الناشئة وانتزعت الاتحاد العام للشغل 
ويثمن حامد أيضا تحملها تباعات صعود تيارات الإسلام السياسي الحكم والإغتيالات السياسية التي ضربت تونس لاول مرة في العصر الحديث البراهمي وبلعيد نموذجا، حيث استطاع الجيش التونسي هزيمة الإرهاب في بن قردان 
ويشير حامد إلى دور المؤسسة العسكرية التي جمعت بين حماية الإرادة الشعبية ومكافحة الإرهاب، وهذا أمر جيد في ظل الديمقراطيات الناشئة وخاصة فريد من نوعه في ظل منطقة الشرق الأوسط المتقلبة بأحداث متغيرة دائما 

فتّش عن الدولة العميقة

يربط شريف الروبي، الناشط بحركة 6 إبريل، نجاح الثورة التونسية بتهميش دور الدولة العميقة، عكس ما حدث في مصر وعبثها بجميع مكتسبات 25 يناير 
شريف الروبي
يوضح الروبي الذي يعارض حكم الجيش والإخوان في مصر: ” الثقافة السياسية وعدم الاعتراف بالحوار والصوت الأحادي وعبث الدولة العميقة بكل مكتسباتنا من أسباب فشل الثورة المصرية، والابتعاد كثيرا عن الدولة المدنية المنشودة 
ويضيف: “الثورة التونسية هي الوحيدة التي نجحت في الربيع العربي، حتى مع انتخاب السبسي المحسوب على الدولة القديمة لم تنحرف عن المسار، فرغم الظروف الاقتصادية في تونس ليست أكثر صعوبة من مصر، لكن التونسيين أثبتوا تفضيلهم الحريات، والوعي السياسي عند التوانسة أفضل من المصريين بسبب التعليم والانفتاح على الثقافات الأجنبية، فالشعب التونسي يشبه كثيرا اللبناني في التعدد السياسي وقبول الآخر 
الدولة التونسية الجديدة الوليدة من رحم الثورة التونسية ستبقي رغم كل أزمات الإقليم، فأفضل ما تصدره لنا تونس الآن هو التمسك بقيم حقوق الإنسان الرئيسة التعبير وتكوين الأحزاب وحرية المجتمع المدني بالإضافة الي تداول السلطة والمسألة والمحاسبة والشفافية، يختم محمد حامد

meemmagazine.net

0 commentaires:

Publier un commentaire