un

astuces

Blogroll

lundi 14 décembre 2020

مجسم الفلفل في أرضية فسيفسائية مكتشفة حديثا يقلب موازين تاريخ النبتة

 ظهور مجسم الفلفل في أرضية فسيفسائية مكتشفة حديثا يقلب موازين تاريخ النبتة وأصولها



كشفت الباحثة بالمعهد الوطني للتراث والمختصة في المعالم المائية للفترة القديمة، المسؤولة عن المواقع الأثرية بولاية منوبة منية عديلي ، أن الأرضية الفسيفسائية المكتشفة منذ أوائل شهر سبتمبر المنقضي في منطقة فرنة بمعتمدية برج العامري قد تقلب موازين تاريخ بأكمله، وتدحض الحقائق عن تاريخ نبتة الفلفل.

وبينت ان حفرياتها وكافة فريقها طيلة الفترة المنقضية، ازاحت الغبار والاتربة عن اللوحة التي تمثل جزءا من معلم أثري بمدينة فورنوس مينوس بفرنة، لتبوح بأسرارها وتظهر مجسماتها وزخرفتها النادرة ونقوشها النباتية ولمسات إبداع الفن الروماني، وتم تقليعها وحفظها في انتظار تثمينها
وتضمنت الزخارف والنقوش أشكالا وصورا تحاكي الازهار والغلال والخضر، ومنها الفلفل الذي يجمع المؤرخون وفق تعبيرها على أن تاريخ دخوله الى اوروبا يعود لنهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر بعد اكتشافه من قبل الرحالة كريستوف كولومبوس في رحلة اكتشاف امريكا، واحضاره الى اسبانيا لتنتشر زراعته في كامل انحاء اوروبا.

تاريخ قد تقلب معطياته مجسمات اللوحة الفسفسائية التي يرجح انها أرضية مطبخ روماني، أو قاعة أكل بالمعلم الأثري، بإظهارها حبات الفلفل في الرسوم، والتي تؤكد ظهور نبات الفلفل في تلك الفترة من العهد الروماني حيث يعود تاريخ اللوحة وفق تعبيرها الى ذلك العهد ويرتبط وجودها بالرومان في تونس ما بين 146 قبل الميلاد و431 ميلادي.
واضافت ان وجود مجسم للفلفل جعلها تطرح العديد من الأسئلة حول تاريخ الفلفل بشمال أفريقيا، وحول حقيقة اصول النبتة متسائلة إذا كان الفلفل أمريكيا فكيف يفسر تجسيمه بفسيفساء رومانية تسبقه تاريخيا بعشر قرون من الزمن؟
وأشارت إلى أن وجود الفلفل في اللوحة يثير جدلا أيضا بكونه علامة على ان رحالة اخرين قد يكونوا دخلوا امريكا قبل كولومبوس، كما يطرح تساؤلا حول وجود نبتته فعلا في العهد الروماني أم ان هناك ثمرة مشابهة لها الى حد كبير.
واشارت إلى أن هذه الجزئية هامة جدا في هذا الاكتشاف التاريخي يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار خاصة عن عملية تحديد تاريخ الفلفل قامت على بيانات الأصول الوراثية والعلامات الأثرية، فضلا عن الأدلة اللغوية والبيئية، وهو ما قد يساعد على الجزم في أصل نبتة الفلفل وتاريخها الحقيقي.

وأفادت منية العديلي بانه بمباشرة الحفريات في نفس المنطقة، تم اكتشاف اجزاء من ارضيات فسيفسائية أخرى أغلبها هندسية، لتتواصل دراسة الموقع الأثري القريب من الارضية الفسيفسائية، وتحديد قيمته العلمية وأهميته التاريخية والتي قد تكشف مزيد من الكنوز الاثرية التي ستضاف لرصيد ولاية منوبة الاثري والتاريخي الضارب في القدم.
يذكر أن هذا الاكتشاف ليس الوحيد في ولاية منوبة خلال هذه السنة، اذ اكتشفت نفس الباحثة اثارا تعود ايضا للحقبة الرومانية بقطعة ارض بحي المحاجر بمدينة طبربة، اعتبرتها اول جزء للنسيج الحضري لمدينة تيبوربومينوس التاريخية، فضلا عن نقائش لاتينية في طبربة ايضا وأحجار ميلية رومانية في برج العامري على الطريق القديمة قرطاج تبسة.

0 commentaires:

Publier un commentaire