في مشهدٍ ملكيٍ يفيض أناقةً ورُقياً، سجّلت الأميرة رجوة الحسين أول ظهورٍ أوروبي رسمي لها، لتبدأ من العاصمة الفرنسية باريس مرورًا بلندن، رحلةً وُصفت في الصحافة الأوروبية بأنها "انطلاقة أميرة جديدة من الشرق".
استُقبلت الأميرة رفقة زوجها الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي عهد الأردن، في قصر الإليزيه بحفاوة بالغة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت. وكان المشهد أشبه بلقاء رمزي بين شباب الملوك وزوجاتهم الذين يجسّدون الجيل الجديد من الدبلوماسية الملكية المتوازنة بين الحداثة والتقاليد
اختارت الأميرة رجوة أن تطلّ بفستانٍ أسود أنيق طويل، بتصميم معطفٍ ملكيّ من المصممة السعودية منى الشبل، فبدت إطلالتها مزيجًا من الرصانة الشرقية والبساطة الأوروبية، بلغةٍ بصريةٍ تنطق بالثقة والهيبة دون أي تكلّف.
لم يكن اللون الأسود صدفة، بل رمزًا للوقار والجدّية في لقاء رسمي بهذا المستوى، وهو ما عكسته أيضًا التفاصيل الدقيقة في تصميم الفستان والكاب المنسدل على الكتف.
الصحف الإيطالية والفرنسية والبريطانية التقطت بسرعة هذا الحضور المتألّق، ووصفتها بـ «كيت الشرق الأوسط»، في تشبيهٍ لافتٍ مع الأميرة كيت ميدلتون زوجة ولي عهد بريطانيا. لم يأتِ هذا التشبيه من فراغ، فكلتاهما تمثّلان أنموذجًا للأنوثة الملكية الحديثة: أنوثة هادئة، متزنة، تحترم التقاليد وتواكب الزمن.
لكن وراء الأناقة، كانت هناك رسالةٌ أعمق: فظهور الأميرة رجوة إلى جانب الأمير الحسين في باريس ثم لندن هو تأكيد على الحضور الدولي المتنامي للأردن، وعلى دور الجيل الشاب من العائلة الهاشمية في تمثيل المملكة بروحٍ عصريةٍ منفتحة.
وقد لفتت الصحيفة الإيطالية إلى أن هذه الجولة الأوروبية ليست مجرّد بروتوكول رسمي، بل بداية مرحلة جديدة في بناء الصورة العالمية للعائلة الملكية الأردنية، بوجهها الإنساني والثقافي المتوازن.
أما الإعلام الغربي، فقرأ في ظهور رجوة الأنيق لغة دبلوماسية صامتة، تؤكد أن المرأة العربية الحديثة قادرة على أن تكون جسرًا بين الشرق والغرب — بين الأصالة والتجديد — دون أن تتخلى عن جذورها أو قيمها.
وهكذا، لم يكن مرور الأميرة رجوة من الإليزيه إلى لندن مجرد رحلة ملكية، بل كان عبورًا واثقًا نحو المشهد الدولي، رسّخ حضورها كوجهٍ جديدٍ للأناقة العربية الملكية، وكأيقونةٍ تمزج الحشمة بالفخامة، والعربية بالعالمية.
في عالمٍ تتداخل فيه الصورة مع الرسالة، أثبتت الأميرة رجوة الحسين أن الأناقة يمكن أن تكون أداةً دبلوماسية بامتياز — لغةً صامتة تُقال باللون والخطوة والابتسامة.
لقد تحوّلت إطلالتها في باريس إلى ما يشبه البيان الملكي غير المكتوب: بيانٍ يعلن أن الجيل الجديد من الملكات العربيات لا يسعى إلى التقليد، بل إلى التوازن — بين الأصالة الهاشمية الهادئة، والحداثة الأوروبية المنفتحة.
ففي الوقت الذي كانت فيه عدسات الصحافة تلاحق فستانها الأسود ووقفتها الواثقة، كانت الأميرة ترسم بهدوءٍ صورةً جديدةً للمرأة العربية في المخيال الغربي: امرأة تجمع بين القوة واللطف، والهيبة والبساطة، والجمال والعقل.
وهكذا، تحوّلت زيارتها من مجرّد لقاء رسمي إلى رمزٍ ثقافيٍّ وإنسانيٍّ ناعم، يعكس ما يمكن أن تقدّمه الأردن للعالم من نموذجٍ حضاريٍّ متوازن.
إنها ليست فقط “كيت الشرق الأوسط” كما سماها الإعلام الغربي، بل ربما رجوة الشرق والعالم — وجهٌ جديدٌ للدبلوماسية الهادئة، وصوتٌ ناعمٌ يعبّر عن الحاضر بملامح المستقبل.
فهل ستكون هذه الجولة الأوروبية بداية لحقبةٍ جديدةٍ في تمثيل المرأة العربية على الساحة الدولية؟
وهل ستصبح الأميرة رجوة، كما يصفها بعض المراقبين، جسر الأناقة والروح بين عمّان والعواصم العالمية؟
0 commentaires:
Publier un commentaire